نعليم يعلم الحياة

نعليم يعلم الحياة

مقالي بمجلة التربويين العرب بعنوان: 

تعليم يعلِّم الحياة

إيماني بقوة مهنتي – كمعلم بمحافظة أسوان - وقدرتها على تغيير حياة الناس للأفضل منحني من القوة والهمة ما جعلني أسعى بشتى الطرق لخلق جيل مختلف في تفكيره ومهاراته في التعايش السليم مع نفسه ومن حوله، ووجدت أن السبيل لذلك هو تنمية نفسي مهنيا بشكل مستدام وخوض تجارب جديدة وصقلها بالدراسة والعلم لغرس نبتة مبدعة تختلف عن مجتمعها ، ورفضت السير على المنوال القديم للمنظومة التعليمية السائدة وتسبب ذلك في كثير من العراقيل زادتني تصميما على تحقيق غايتي من رسالتي وهي (إيجاد تعليم يعلِّم الحياة)

وكثيرا ما شغلني السؤال الذي انطلق منه "ديوى " هو ما الغاية من بقاء التلميذ كل هذه الساعات في تحصيل أمور لا و لن تنفع المتعلم في مواجهة الحياة الحقيقية؟؟؟ بمعنى آخر ما فائدة المدرسة إن كانت تعمل فقط على مخاطبة ذاكرة المتعلم ..في الوقت الذي عليها أن تهتم بإعداده للحياة؟؟!!!!!

لقد قالها علي كرم الله وجهه قبله بمئات السنين: «علموا أولادكم خير ما علمتم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم»

فكانت إجاباتي على هذا السؤال عبارة عن مبادرات تربوية وقيميّة مختلفة على مستوى العمل والمجتمع المحلي أهلتني للفوز بالمركز الأول للعام 2018 م كرائد مثالي على مستوى الجمهورية من قبل وزارة التربية والتعليم المصرية، حيث مثلت محافظة أسوان أمام بقية محافظات جمهورية مصر العربية من خلال مبادرة (نسود بأخلاقنا) ومبادرة (قادة يغيرون الحياة) والتي هدفتا إلى خلق إنسان يسود في مجتمعه بالأخلاق الكريمة ويصبح قيادة مستقبلية لها تأثيرها النافع على المجتمع منذ الصغر، وقد دفعني لمثل هذه المبادرات ما يمر به مجتمعنا من تغير أخلاقي دخيل علينا ويختلف عن قيمنا؛ حماية لهذه الأجيال مستقبلا. وأرى أن هذا من أدوار المعلم الحقيقية أن يربي جيدا ليعلِّم، وقد استفدت من خلال البرامج التربوية التي اشتركت في العمل بها داخل وزارة التربية والتعليم، حيث قمت بدمج هذه المبادرات بأنشطة اليونسكو (التنمية المستدامة 2030) وبرامج تدريب المعلمين كبرنامج "المعلمون أولا" التابع لرئاسة الجمهورية وبرنامج القرائية العلاجية وبرامج التعلم النشط وجعلت طلابي ومعلمي مدرستي قادة ينشرون فكر هذه البرامج لأنفسهم داخل حيز مدرستي ثم انطلقت بهم من خلال هذه الأنشطة لخارج المدرسة ليكون لها تأثيرها على المجتمع ليستفيد منها الجميع تفعيلا لشعار الاتحادات الطلابية لمدارس جمهورية مصر العربية لهذا العام 2017/2018م وهو (القيادات الطلابية وترسيخ القيم الأخلاقية)، مما أهلني للفوز بالمركز الأول كرائد مثالي على مستوى جمهورية مصر العربية

كما جاءت مبادرات تعليمية علمية لغوية أهلتني للفوز بالمركز الأول ولقب أفضل معلم بجمهورية مصر العربية للعام 2017 من قبل الائتلاف المصري للتعليم، والتي مثلت بها محافظة أسوان وكانت تهتم بتحقيق هوية المتعلم من خلال ما يتعلمه ومن خلال لغته الأم كمبادرة (معلمون يغيرون الحياة) و(لغتي هويتي) والتي هدفت إلى إعداد تلميذ يفكر بلغته الأم ويواجه بها تحديات العصر الذي يعيشه ويتطور بها فكريا وإنسانيا واجتماعيا ودينيا وعمليا ووجدانيا وتنمي بداخله انتماءه للغته الأم، وخلق مواطن إنسان يتعلم كيف يفكر ليبدع وليتعايش سويا مع من حوله ويستمر إبداعه لمن بعده ليحقق غاية الله في الأرض من عمارتها، ومساعدة المعلم والمتعلم وولي الأمر في الوصول بأسرع الطرق لكل ما هو جديد في التدريس ونشر ثقافة المواطنة العالمية .

وقد ساعدني على كل ذلك البرامج التدريبية والتدريسية المختلفة التي تلقيتها بأسوان وخارجها كبرامج التعلم النشط والتكنولوجي والقرائية وأنشطة اليونسكو (أهداف التنمية المستدامة 2030) وبرنامج المعلمون أولا الذي يؤسس لسلوكيات تدريسية تأخذ بيد المعلم للإبداع والعمل المتقن الموجه.

فإذا لم نغير الطريقة التي نعلِّم بها ، فستواجهنا بعد سنوات قليلة من الآن مشكلات مجتمعية خطيرة لأن الأشياء التي نعلِّمها لأطفالنا تعتبر الآن قديمة تمتد لأكثر من 200 عام

يجب أن يتوقف المعلمون عن تدريس المعرفة فقط، وعلينا أن نعلّم شيئًا فريدًا يفيدهم في حياتهم.

المهارات الحياتية هي التي نحتاجها لتعليم أطفالنا: القيم ، والإيمان ، والتفكير المستقل ، والعمل الجماعي ، ورعاية الآخرين

لن تعلمك المعرفة فقط كل شيء.. يجب أن نقوم بالتعليم بشكل مختلف، تعليم يعلِّم الحياة

د. ولاء نصاري محمد